ضا بط عراقي . فيينا ا لنمسا

في أ لوقت نفسه لم أكن أريد أن تؤدي سياستنا في احتجاز ألموقوفين ا لى تاّكل أ لسمعة ( اساءة ) ألطيبة ألتي اكتسبناها بالاطانا قليل الادب واستحق الطرد بصدام . وكنت اّمل بأن تتم عملية ألفرز بسرعة في أ لنهاية عندما يصبح لدينا عدد كاف ممن يتحدثون أ لعربية وأ لمترجمين أ لعراقيين بحيث يمكن اطلاق سراح أ لموقوفين أ لمحتجزين ألمذنبين بمخالفات صغيرة والابرياء لكن عندما سألت عن وضعية أ لقاضي أ لسني ألمحتجز في ام قصر لم يبد أن هناك من يعرف شيئا عنه واستغرق الا مر ثلاثة أسابيع لتحديد مكانه وعشرة أيام أخرى قبل أن يطلق سراحه فثارت ثائرتي ( اغضبتني ) .فا جريت حوارا على انفراد مع أ لجنرال ( سانشيز ) بشأن مشكلة أ لمحتجزين ووعد بأن يبذل جل ما يستطيع , وفي أ لصباح أ لتالي قدم لي ( بات كنيدي ) تحليله قائلا لي : ألا مر لايتعلق ب ( ريكاردو سا نشيز ) فقط لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية أطلاق سراح أ لموقوفين مخافة
أن يتبين أن أحدهم متورط في أعما ل اجرامية أو أسلحة أ لدمار أ لشامل أو أنه بعثي شرير , وستكون ألعواقب وخيمة من أ لبنتاغون اذا ما أطلق سراح محتجز وتبين فيما بعد أنه قتل أمريكيا لن يحصل أ لضباط على نجمتهم أ لتا لية ( أي لم يرقو الى رتبة أعلى خلال فترته أ لمحددة للتر قية ) اذا فهمت مغزى حديثي ..؟ فهمت ذلك بالفعل , وبما أنني لم أكن أسعى وراء ترقية ظننت أن لدي أ لحل , فبعد عدة ساعات وبعد أن اطلعت أنا وسانشيز وفدا أخرا من أ لكونكريس على ما يجري انتحيت به جانبا ( انفردت به) سألته هل هناك من سبيل لآ تحمل أنا أ لمسؤولية عن اطلاق سراح بعض أ لمحتجزين ..؟ اننا نحتجز با لفعل ( 0 0 0 4 ) شخص وربما كان أ لعديد منهم لايهموننا انني مستعد تماما لتحمل أ لمسؤولية اذا كان ذلك يسا عد . ( مقبولا ) بدا على ( ريك ) الارهاق ( ألتأ ثر ) أ لذي غالبا ما رأيته على وجوه قادتنا أ لعسكريين أ لكبار ألذين يواجهون أياما لاتنتهي من القرارات أ لصعبة ( لاتخلو) ونادرا ما استمتعوا بأكثر من ساعة أو ساعتين من أ لنوم دون انقطاع .
قال : اننا نعمل على حل أ لمشكلة يا سيدي , لكنني لم ألق جوابا أ لبتة على أ لعرض أ لذي تقدمت به اليه أي للوفد , أ لمشكلة أ لثانية أ لتي واجهناها مع أ لمحتجزين أننا لانملك مرافق لائقة لهم سوى أ لمرافق ألعسكرية . بعيد وصول أ لقاضي كامبل بحث في أ لبلد عن سجون عراقية مقبولة ( مناسبة أو لائقة ) فعاد صفر أ ليدين وفي أوائل شهر / حزيران أوصى بأن أعيد فتح سجن صدام أ لشهير سجن أبوغريب على بعد 0 2 ميلا غربي بغداد , قلت له : انني متردد في أ لقيام بذلك لان للمكان دلالات رهيبة لدى كافة أ لعراقيين وألعالم بشكل عام كنت أعرف أن قلّة من أ لعراقيين سيجدون في أبو غريب خطوة ايجابية حتى لو أعيد تنظيمه . ففي ظل صدام كانت أ لشرطة أ لسرية ألامن تسيطر على أ لسجون , لذا أرسلت ( دون ) وفريقه في حملة بحث اخرى , بعد عدة أ سابيع في اجتماع ليلي متأخر في مكتبي أفاد ( دون ) قائلا :سعادة أ لسفير لقد جبنا ( تجولنا ) ألبلد بأكمله ( يقصد بغداد ) ليس هناك مرفق يتمتع باقصى قدر من الامن سوى ابو غريب فسألت : ماذا ماذا عن أ لسجون ألاصغر ..؟ ألله يعلم أن صدام لديه أ لكثير منها حيث أكد ( دون ) قائلا لديه - با لتأكيد لكنها هوجمت جميعها بعد أ لتحرير ( أ لاحتلال ) ولم يبق منها شيء . لذا وافقت بتردد شديد على أ لسماح للجيش باعادة تأهيل سجن أبو غريب ألسيء أ لسمعة لايواء أ لمحتجزين لكن بناء على شرطين أولهما , عليهم رفع مستواه الى أ لمعايير أ لجزائية أ لدولية وثانيهما تحويل غرف ألاعدام الى متحف تديره منظمة غير حكومية عراقية لتذكير أ لشعب بوحشية صدام ( تعليق ألم يكن مقتل أحد قا دة أ لصحوات في سجن بعقوبة ( ديالى ) بالطريقة أ لوحشية أ لتي عرضت على ألفضائيات تقارب ما يقوم به أزلام صدام لا بل أكثر وحشية من قبل جماعة يطلقون على انفسهم بالاسلاميين زورا وبهتانا فا لاسلام براء منهم جملة وتفصيلا ..؟ لذا أعيد تجديد سجن أبو غريب ونقل اليه مئات أ لمحتجزين الى زنزانات معقولة أ لبرودة ولديهم مياه جارية ومراوح سقفية وينام ثمانية افراد في ألزنزانة وعلى اسرة لكن كان مئات اخرون محتجزين في خيام خلال فترة تأهيل أ لمعتقل بصورته أ لجديدة . في أواخر شهر / تموز اصطحبت ( سيرجيو دي ميلو ) لرؤية أول الا جنحة أ لتي أعيد تجديدها في أ لسجن بدا معجبا باننا أفردنا ( عزلنا ) جانبا غرفا للزيارات ألعائلية وأ لتشاور مع محامي أ لمحتجزين أ لذين يواجهون تهما جنائية . وفيما ابتعدنا بالسيارة نظرت الى أ لخلف الى الجدران أ لخرسانية أ لرملية اللون واصبت برعشة خفيفة , كان أحد الا جنحة أ لقديمة التى زرناها يضم عدة غرف تجري فيها اعدامات متعددة ومنحدرا يفضي الى منصة ذات كلابات في أ لسقف تحمل عددا من الانشوطات هذه هي غرف أ لتعذيب أ لتي ستحفظ لتثقيف ألاجيال أ لمقبلة من أ لعراقيين . والى حلقة قادمة